عندما يتحدث رمضان : استمع
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عندما يتحدث رمضان : استمع
لقد اعتاد الكُتّاب والوعّاظ والخطباء أن يتحدثوا عن رمضان ، ويبينوا حَكَمَه وأحكامه وأسراره ، فماذا لو كان رمضان هو المتحدث ، فماذا سيقول لنا ؟
أترككم معه الآن ليتحدث إليكم :
أيّها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها .
أنا رمضان ، سيد شهور العام .
سلام عليكم ورحمته وبركاته .... أما بعد :
فإني أحمد الله إليكم، الذي لا إله إلا هو ، ولا رب سواه، وأصلي وأسلم على البشير النذير، والسراج المنير، محمّد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين ، وحجة على الخلق أجمعين .
أيّها المسلمون .. أكتب لكم رسالتي هذه ، وجسد الأمة الإسلامية ينزف دماً صبياً في مواضع كثيرة منه وكلما رقأ منه جانب ، نزف جانب آخر ...
ومواضع أخرى من جسد الأمة قد خُدرت ، فهي شبه معطلة ، لا تقوي على الحركة، ولا يُحسب لها أيّ حساب ..
وقوى الشر والطغيان تسرح وتمرح في كثير من بقاع الأرض ،بلا حسيب ولا رقيب، وليس السبب كامن في العدو نفسه، وكثرة عدده وعدته ، وإنما السبب كامن في نفوسكم أيها المسلمون : (( قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) (آل عمران: 165) .
فإذا غيّرتم ما بأنفسكم ، غيّر الله ما بكم ..
وإني ما جئتكم إلا لأغير ما بأنفسكم ، فهلاساعدتموني على ذلك .
أيها المسلمون : إني ما جئتكم لتجعلوني موسماً لملء بطونكم بأصناف الطعام والشراب .. ولا جئتكم لتجعلوا ليلي نهاراً، ونهاري ليلاً ، وتقطّعوا ساعاتي الثمينة باللهو واللعب، والنظر إلى ما حرم الله .. !
ف أدركتم الحكمة من مجيئي إليكم . .
أيها المسلمون : تعلمون بارك الله فيكم أن الله قد خصني بمزايا كثيرة دون سائر الشهور ..
ففي لياليّ المباركة أنزل القرآن العظيم ، هدي للناس ، وبينات من الهدى والفرقان ، وإن خير ما قضيتم به أوقاتكم في أيامي ولياليّ المباركة ، تلاوة آيات القرآن وتدبرها والعمل بها ..
ومن مزايا التي خصني الله بها ، تصفيد الشياطين ومردة الجن ، فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه قبل رمضان، وإنها – والله – لفرصة عظيمة لمن أراد التحرر والانطلاق من أسر الشياطين، والدخول في حصن الله الحصين، ليبدأ حياة جديدة بعد انتهاء أيامي القلائل ..
ومن مزاياي، أن أبواب الجنة تفتّح بدخولي، وأبواب النار تغلّق ، فأي فرصة أعظم من هذه الفرصة ..!!
ومن الذي تفتّح له أبواب الجنة، ويدعى إلى ما فيها ، فيأبى إلا الوقوف على أبواب النار المغلقة، وانتظار فتحها ؟! ..
وإن من أبرز مزاياي، أن الله خصني بليلة هي خير من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر .. وقد خصكم الله بهذه الليلة دون سائر الأمم لتعوضوا ما فاتكم من طول أعمارهم، وقصر أعماركم ...
لو عُرض على موظف منكم إن يجتهد في ليال معدودة ، ويعمل بجد واجتهاد ، مقابل راتب ثلاث وثمانين سنة ، أترون هذا الموظف يتردد لحظة في قبول هذا العرض الخيالي .. فما بال كثير من الناس اليوم يرفضون عرض الله لهم في كل عام، ويرضون لأنفسهم بالحرمان والشقاء .
أيها المسلمون : إني لم أكن في يوم من الأيام شهر البطالة وملء البطون والنوم والكسل إلا في هذه الأزمنة المتأخرة ..
رجعتم إلى تأريخ أسلافكم العظام لتروا ما صنعوا في أيامي المباركة.
هل نسيتم بدراً ، وفتح مكة ، واليرموك وحطين، إنها بطولات تحققت في رمضان .. ولم تكن هذه البطولات والانتصارات لتتحقق في أرض الواقع، لو لا أنها تحققت أولاً في نفوس أولئك المؤمنين، على أهوائهم وشهواتهم فمتى انتصرتم أيها المسلمون اليوم على أنفسكم وأهوائكم، نصركم الله على أعدائكم ، وعاد لكم عزكم ومجدكم المسلوب ..
أيها المسلمون : تذكرون وأنتم تمتنعون عن الطعام والشراب ، وتقاسون ألم الجوع في هذه الأيام ، ثم تنعمون بعد ذلك بأنواع الطعام والشراب حتى تقاسون ألم التخمة – تذكروا إخواناً لكم في بقاع كثيرة، لا يحدون ما يسدون به رمقهم، ليس في هذه الأيام فقط، بل على مدار العام ..
لقد زرت أقواماً كثيرين ، يستوي عندهم رمضان وغيره ، فهم صائمون على الدوام ، إلا من بضع فتات يلتقطونه من المزابل، أو من عند أبواب بعض الأغنياء، أو ما تمدهم به منظمات الصليب الأحمر مع نسخ الإنجيل ، والقليل الذي يأتي من بعض الدول الإسلامية ..وبعضهم لم يجد إلا النمل ليأكله ..!!
أيها المسلمون : إن الأحداث اليوم تتسارع بشكل مخيف، والعالم يكاد يشتعل ناراً ، فما لي أرى أكثركم مستغرقاً في نوم عميق ! .. أما آن للنائم أن يستيقظ، .. أما آن للغافل أن ينتبه من غفلته ؟
إني شهر التقوى .. وشهر الشفافية، فما يبلغ العبد من الشفافية، مثل ما يبلغ في هذا الشهر، فمن لم يستيقظ الآن ، فمتى تستيقظ ؟! .
إن الله – سبحانه وتعالى – تكفل بنصر دينه ، وإعلاء كلمته ، وقد تكاثرت البشائر بذلك ، لكن سنة الله تعالى جرت بأن هذا الدين لا ينتصر إلى برجال مؤمنين ، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم، فكونوا أنتم هؤلاء الرجال، لتنالوا هذا الشرف، وإلا فإن الله عز وجل سيستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم .
إياكم أن تحتقروا أنفسكم، وترضوا بالهوان والذل، فإنكم إن كنتم مع الله ، وكان الله معكم، كنتم أنتم الأعزة، وإن كادكم جميع من في الأرض ، المهم أن تصدقوا مع الله، وتكونوا معه بقلوبكم وقوالبكم، وحينئذ يتنزل نصر الله لكم .
وختاماً
أودعكم وأسأل الله عز وجل كما بلغكم أول أيامي، أن يبلغكم آخرها ، ويقبل منكم كل عمل صالح أودعتموه فيّ ، إنه سميع مجيب .
وصلى الله على نبينا محمد
منقول
أترككم معه الآن ليتحدث إليكم :
أيّها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها .
أنا رمضان ، سيد شهور العام .
سلام عليكم ورحمته وبركاته .... أما بعد :
فإني أحمد الله إليكم، الذي لا إله إلا هو ، ولا رب سواه، وأصلي وأسلم على البشير النذير، والسراج المنير، محمّد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين ، وحجة على الخلق أجمعين .
أيّها المسلمون .. أكتب لكم رسالتي هذه ، وجسد الأمة الإسلامية ينزف دماً صبياً في مواضع كثيرة منه وكلما رقأ منه جانب ، نزف جانب آخر ...
ومواضع أخرى من جسد الأمة قد خُدرت ، فهي شبه معطلة ، لا تقوي على الحركة، ولا يُحسب لها أيّ حساب ..
وقوى الشر والطغيان تسرح وتمرح في كثير من بقاع الأرض ،بلا حسيب ولا رقيب، وليس السبب كامن في العدو نفسه، وكثرة عدده وعدته ، وإنما السبب كامن في نفوسكم أيها المسلمون : (( قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) (آل عمران: 165) .
فإذا غيّرتم ما بأنفسكم ، غيّر الله ما بكم ..
وإني ما جئتكم إلا لأغير ما بأنفسكم ، فهلاساعدتموني على ذلك .
أيها المسلمون : إني ما جئتكم لتجعلوني موسماً لملء بطونكم بأصناف الطعام والشراب .. ولا جئتكم لتجعلوا ليلي نهاراً، ونهاري ليلاً ، وتقطّعوا ساعاتي الثمينة باللهو واللعب، والنظر إلى ما حرم الله .. !
ف أدركتم الحكمة من مجيئي إليكم . .
أيها المسلمون : تعلمون بارك الله فيكم أن الله قد خصني بمزايا كثيرة دون سائر الشهور ..
ففي لياليّ المباركة أنزل القرآن العظيم ، هدي للناس ، وبينات من الهدى والفرقان ، وإن خير ما قضيتم به أوقاتكم في أيامي ولياليّ المباركة ، تلاوة آيات القرآن وتدبرها والعمل بها ..
ومن مزايا التي خصني الله بها ، تصفيد الشياطين ومردة الجن ، فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه قبل رمضان، وإنها – والله – لفرصة عظيمة لمن أراد التحرر والانطلاق من أسر الشياطين، والدخول في حصن الله الحصين، ليبدأ حياة جديدة بعد انتهاء أيامي القلائل ..
ومن مزاياي، أن أبواب الجنة تفتّح بدخولي، وأبواب النار تغلّق ، فأي فرصة أعظم من هذه الفرصة ..!!
ومن الذي تفتّح له أبواب الجنة، ويدعى إلى ما فيها ، فيأبى إلا الوقوف على أبواب النار المغلقة، وانتظار فتحها ؟! ..
وإن من أبرز مزاياي، أن الله خصني بليلة هي خير من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر .. وقد خصكم الله بهذه الليلة دون سائر الأمم لتعوضوا ما فاتكم من طول أعمارهم، وقصر أعماركم ...
لو عُرض على موظف منكم إن يجتهد في ليال معدودة ، ويعمل بجد واجتهاد ، مقابل راتب ثلاث وثمانين سنة ، أترون هذا الموظف يتردد لحظة في قبول هذا العرض الخيالي .. فما بال كثير من الناس اليوم يرفضون عرض الله لهم في كل عام، ويرضون لأنفسهم بالحرمان والشقاء .
أيها المسلمون : إني لم أكن في يوم من الأيام شهر البطالة وملء البطون والنوم والكسل إلا في هذه الأزمنة المتأخرة ..
رجعتم إلى تأريخ أسلافكم العظام لتروا ما صنعوا في أيامي المباركة.
هل نسيتم بدراً ، وفتح مكة ، واليرموك وحطين، إنها بطولات تحققت في رمضان .. ولم تكن هذه البطولات والانتصارات لتتحقق في أرض الواقع، لو لا أنها تحققت أولاً في نفوس أولئك المؤمنين، على أهوائهم وشهواتهم فمتى انتصرتم أيها المسلمون اليوم على أنفسكم وأهوائكم، نصركم الله على أعدائكم ، وعاد لكم عزكم ومجدكم المسلوب ..
أيها المسلمون : تذكرون وأنتم تمتنعون عن الطعام والشراب ، وتقاسون ألم الجوع في هذه الأيام ، ثم تنعمون بعد ذلك بأنواع الطعام والشراب حتى تقاسون ألم التخمة – تذكروا إخواناً لكم في بقاع كثيرة، لا يحدون ما يسدون به رمقهم، ليس في هذه الأيام فقط، بل على مدار العام ..
لقد زرت أقواماً كثيرين ، يستوي عندهم رمضان وغيره ، فهم صائمون على الدوام ، إلا من بضع فتات يلتقطونه من المزابل، أو من عند أبواب بعض الأغنياء، أو ما تمدهم به منظمات الصليب الأحمر مع نسخ الإنجيل ، والقليل الذي يأتي من بعض الدول الإسلامية ..وبعضهم لم يجد إلا النمل ليأكله ..!!
أيها المسلمون : إن الأحداث اليوم تتسارع بشكل مخيف، والعالم يكاد يشتعل ناراً ، فما لي أرى أكثركم مستغرقاً في نوم عميق ! .. أما آن للنائم أن يستيقظ، .. أما آن للغافل أن ينتبه من غفلته ؟
إني شهر التقوى .. وشهر الشفافية، فما يبلغ العبد من الشفافية، مثل ما يبلغ في هذا الشهر، فمن لم يستيقظ الآن ، فمتى تستيقظ ؟! .
إن الله – سبحانه وتعالى – تكفل بنصر دينه ، وإعلاء كلمته ، وقد تكاثرت البشائر بذلك ، لكن سنة الله تعالى جرت بأن هذا الدين لا ينتصر إلى برجال مؤمنين ، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم، فكونوا أنتم هؤلاء الرجال، لتنالوا هذا الشرف، وإلا فإن الله عز وجل سيستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم .
إياكم أن تحتقروا أنفسكم، وترضوا بالهوان والذل، فإنكم إن كنتم مع الله ، وكان الله معكم، كنتم أنتم الأعزة، وإن كادكم جميع من في الأرض ، المهم أن تصدقوا مع الله، وتكونوا معه بقلوبكم وقوالبكم، وحينئذ يتنزل نصر الله لكم .
وختاماً
أودعكم وأسأل الله عز وجل كما بلغكم أول أيامي، أن يبلغكم آخرها ، ويقبل منكم كل عمل صالح أودعتموه فيّ ، إنه سميع مجيب .
وصلى الله على نبينا محمد
منقول
admin- Admin
- عدد الرسائل : 374
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالب
الدولة :
السٌّمعَة : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 28/11/2007
رد: عندما يتحدث رمضان : استمع
انشاء الله في ميزان حسانتك
عاشق الإسلام- عضو جديد
- عدد الرسائل : 16
العمر : 31
العمل/الترفيه : طالب
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 07/07/2008
رد: عندما يتحدث رمضان : استمع
مشكووووووووووووووووووور
أبونبيل- عضو نشيط جدا
- عدد الرسائل : 104
العمر : 28
العمل/الترفيه : ألعاب الكمبيوتر
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 16/03/2008
مواضيع مماثلة
» رمضان سفينة النجاة
» رمضان ..وولادة القلوب
» هل تحب أن تصوم رمضان مرتين
» أصناف الناس في رمضان
» خصائص شهر رمضان المبارك
» رمضان ..وولادة القلوب
» هل تحب أن تصوم رمضان مرتين
» أصناف الناس في رمضان
» خصائص شهر رمضان المبارك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى