صفة اطلاق اللعن

يشيع بين كثير من الناس في هذه الأيام صفة مذمومة .. لا يرضاها اللـه تعالى ولا رسوله صلى اللـه عليه وسلم ..

جاءت النصوص المستفيضة بالنهي عن إطلاقها ، ألا وهي : صفة إطلاق اللعن .. فتسمع من يلعن خادمه ، ومن يلعن دابته ،

ومن يلعن ولده ، بل قد تسمع من يلعن والديه !!! ومعظم هؤلاء اللعانين لا يعرفون أن إطلاقهم للعنة يمكن أن يجلب

عليهم اللعنة .. كما يجهلون من يستحق اللعنة ممن لا يستحقها ..

بل ويجهل اللعانون امراً في غاية الخطورة عليهم ، ألا وهو أن الملعون إن لم يكن للعنة أهلاً رجعت على اللاعن عياذاً باللـه ..

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه من لعن شيئاً ليس له بأهلٍ رجعت عليه ) رواه أبو داود والترمذي ..

من أجل ذلك كان ها الموضوع الذي سيكون على عدة مراحل .. للتحذير من الوقوف في هذه الصفة المذمومة

وسأبين فيها :

1- معنى اللعن ..

2- لا يكون المؤمن لعَّانَّاً ..

3- نهي الإسلام عن التلاعن وجزاء من لعن من لا يستحق اللعن ..

4- حكم لعن الكفار ولعن العصاة وحكم لعن المعين من الظفار والمسلمين وحكم لعن غير الإنسان ...

ونسأل اللـه تعالى أن يجنبنا ما فيه سُخْطُهُ .. وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..



1- معنى اللعـن ..

اللعن : الطرد والإبعاد على سبيل السّخَطِ ، أي الإبعاد من الخير ، وذلك من اللـه تعالى في الآخرة ، وفي الدنيا انقطاع

من قبول رحمته وتوفيقه ، ومن الإنسان دعاء على غيره وسب . والتعن الرجل : أنصف في الدعاء على نفسه .

واللعنة في القرآن : العذاب ، ولعنه اللـه يلعنه لعناً فهو لعين وملعون : عذبه ، وكل من لعنه اللـه فقد أبعده عن رحمته ..

واستحق العذاب فصار هالكاً ، واللعن : التعذيب . ويقال : رجل لُعَنة ، بفتح العين : أي كثير اللعن ، ولُعْنة بإسكانها :

أي يلعنه الناس ..



2- لا يكـون المؤمـن لعَّـانَّـا ..

لعن ما لا يستحق اللعن مذموم ، إنساناً كان أو حيوناً وجماداً ، وكثرة اللعن ليست من صفات المؤمنين ..

فعن ابن مسعود رضي اللـه عنه قال : قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم :

( ليس المؤمن بالطَّعًّان ولا اللعَّان ولا الفاحش ولا البذيء ) رواه أحمد والبخاري وغيرهم ...

وعن أبي هريرة رضي اللـه عنه قال : قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم : ( لا ينبغي لصديقٍ أن يكونَ لعَّاناً )

رواه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم ..

قال سالم بن عبد اللـه بن عم : وما سمعت ابن عمر لعن شيئاً قط ليس إنساناً .. قلت : لأنه لعن خادماً له مرة فأعتقه ..

وعن عائشة رضي اللـه عنه أن أبا بكر لعن بعض رقيقه .. فقال النبي صلى اللـه عليه وسلم :

( يا أبا بكر ، اللعانون والصديقون ! كلا ورب الكعبة ) مرتين أو ثلاثاً . وفي رواية الطبراني : ( الصديقين لعانين ؟! ) ..

فأعتق أبو بكر يمئذ بعض رقيقه ، ثم جاء إلى رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم فقال : لا أعود ..

وعن جرموز الهجيمي رضي اللـه عنه قال : قلت : يا رسول اللـه ! أوصني ، قال ( أوصيك أن لا تكون لعَّاناً ) ..

فتأمل وصية النبي صلى اللـه عليه وسلم لجمروز رضي اللـه عنه وكذلك قوله صلى اللـه عليه وسلم :

( لا يكون المؤمن لعَّاناً ) ، ( ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللعَّان ) ، ثم تأمل فهم أبي بكر وابن عمر رضي اللـه عنهما

عندما وقع منهم ذلك مرة واحدة كيف صنعوا : أعتقوا عبيداً ثم لم يعودوا لمثلها رضي اللـه عنهما ..